فلسفة التوازن الاقتصادى فى الاسلام ( دراسة نظرية )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

مقدمة
 خلق الله الانسان ، ليبدأ حياته على الارض وهو مستخلف فيها ، وهى مليئة بالثروات والطاقات ، وقد وضع له منهجا قويما فى تعامله مع كل مكوناتها ، يرعى شئونها ، وينمى طاقاتها ، ويستخرج ثرواتها ، وله كل ما فيها ، لتوفير حاجاته واشباع رغباته ، وبين طموحات ورغبات الانسان تعقدت اتجاهاته بين راسمالية استعمارية واشتراكية العبودية ، فتناقضت مفاهيمها مع عقائده ، وهو يحمل بمناط التكليف ، رسالة السماء ، القران الكريم  ، وسنة خاتم الانبياء ، وبيان اجتهاد العلماء .  
و يهدف البحث الى التأصيل الاسلامى لطبيعة التوازن الاقتصادى ، كون أن فلسفة التوازن فى الاسلام تكمن فى دائرة علاقة الانسان بخالقه ، وعلاقته بديموغرافية الحياة ، الارض والبيئة والناس ، واتباعا لمصدر كل القيم التى تحكم جهود وتطلعات الانسان فى مرحلة الاختبار وهى الحياة ، بهدف النجاح فى رحلة الانقياد لاوامر الخالق ونواهيه ، كى يصبح الانسان على قدر ماقدره له خالقه خليفة الله فى الارض ، فيأخذ طريقا وسطا ، لايغالى ولايسرف ، ولا كنز للاموال ولا انفاق فى غير مقتدى العقل ، بمشاركة يسودها العدل والاعتدال بين الاسراف والتقتير .
وان من عدالة الاسلام انها لا تفرق بين المسلم وغير المسلم الذى يعيش فى الدولة الاسلامية ، وتطبق عليه احكام الشريعة الاسلامية ، فهم على سواء فى الحقوق والواجبات . والرسالة الاسلامية رسالة ﻟﺒﻨﺎءاﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،ﻛﻤﺎﻫﻲﻟﺒﻨﺎءاﻟﻔرد ، وينظر الاسلام للفرد من خلال وجوده فى المجتمع ، ومعالم المجتمع فى الاسلام التوازن والعدل والوسط ، فيوازن الاسلام بين الفرد والجماعة فى القيم والقوانين ، الملكية الفردية والملكية الجماعية ، الحقوق والواجبات ، ويأتى القران الكريم يخاطب الهيئة الاجتماعية بخطاب التكليف والحقوق والمسئوليات ، بمهمة اقامة الدين ، والاعمار والتنمية ، والوفاء بالعهود والعقود ، وتنفيذ القوانين ، فجعلها من مهام المجتمع ، ويؤدى الفرد فيها واجبه ويحصل على حقوقه ، فى مجتمع يسوده التعاون .
 
ولقد تطور مفهوم التوازن الاقتصادى فلم يعد توازنا لمالية الدولة بين جانبى الايرادات والنفقات فى الموازنة العامة ، فقد اصبح التوازن مشروطا بتحقيق التساوى بين الطلب الكلى والعرض الكلى فى الاسواق التى تشملها السياسة الاقتصادية للاقتصاد الوطنى ، فقد تحول التوازن الاقتصادى من التوازن الكمى الى التوازن النوعى فتعددت اشكاله وانواعه واصبح على السياسة الاقتصادية تحقيق التوازنات المالية والاقتصادية والاجتماعية ،....